السبت، 14 يناير 2023

هل تجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل؟ 


هل تجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل؟ 

مع الاعتقاد بأفضلية أمير المؤمنين علي عليه السلام على باقي الخلفاء رضي الله عنهم كما عند الشيعة، فهل تجوز إمامتهم بوجود علي؟

"ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين» النحل: 123

قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:

«مسألة: في هذه الآية دليل على جواز اتباع الأفضل للمفضول - لما تقدم في الأصول - والعمل به ، ولا درك على الفاضل في ذلك; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء - عليهم السلام - ، وقد أمر بالاقتداء بهم فقال: "فبهداهم اقتده". وقال هنا : "ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم".

يذهب أستاذنا الصرخي إلى القول: "العَـقْلُ لَا يَحْكُمُ وَلَا يُدْرِكُ ضَرُورَةَ تَقْدِيمِ وَإِمَامَةِ الأَفْضَل!! وَخَرْطُ القَتَادِ أَقْرَبُ لَهُم مِن إِثْبَاتِ ضَرُورَةِ تَقْدِيمِ الأَفْضَل"

في غير ما استدل به القرطبي، هل توجد شواهد أخرى؟ يقول الصرخي: "إِنَّ الكَثِيرَ مِن شَوَاهِدِ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَالتَّارِيخ تُشِيرُ بِوُضُوحٍ إِلَى تَقْدِيمِ المَفْضُول"

إمامة طالوت الملك في ظل إمامة النبي صموئيل عليهما السلام

بهذا الشاهد القرآني الواضح يثبت جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل، فبعد نبوة موسى عليه السلام صارت أمة بني إسرائيل إلى صموئيل النبي عليه السلام، يقول الله سبحانه: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ"

ماذا يريد هؤلاء الناس؟

«إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا»

يتساءل الصرخي : "لِمَاذَا لَم يَتَصَدَّ النَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ لِلْمُلْكِ وَالحُكْمِ بِنَفْسِهِ؟! لِمَاذَا لَم يَطْلبْ المَلَآُ مِن النَّبِيِّ(عَلَيْهِ السَّلَام) أَن يَكُونَ مَلِكًا عَلَيْهِم؟!"

سيرد في ذهنك المشكلة في الناس عمومًا أو في الملأ وهم كبار القوم ومشايخهم أو في ظروف النبي صموئيل أو في تأثيره الشخصي على الناس وتقبلهم له، أو غير ذلك، لكن هذا ليس مهمًا في نقطة البحث،

يقول: "بِغَضِّ النَّظَرِ عَن الإِجَابَةِ، فَإنَّ النَّتِيجَةَ وَاحِدَةٌ، حَيْثُ صَارَ المُلْكُ وَالحُكْمُ والسّلْطَةُ لِغَـيْـرِ النَّبِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)"

قال تعالى: " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكً" قضي الأمر، لقد تمّ تعيين طالوت ملكًا وحاكمًا وإمامًا على الناس بوجود نبي الله صموئيل عليه السلام؟

في العهد القديم، سفر صموئيل "فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْـمَعْ لِصَوْتِهِمْ وَمَـلِّـكْ عَلَيْهِمْ مَلِكًـا" إصحاح8، آية 22.

وكانت النتيجة أن الله سبحانه جعل طالوت ملكًا وإمامًا في وجود النبي صموئيل عليهما السلام، وهو أفضل من طالوت قطعًا، وهذا شاهد قرآني صريح على جواز تقدم المفضول على الفاضل، فحتى مع القول بأن عليًا أفضل من أبي بكر وعمر (عليهم السلام) فيجوز تقدمهما عليه بدليل قرآني، فيكون عمر رضي الله عنه، طالوت هذه الأمة.

الباحث حسين الخليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإمام الصَّادِقُ(ع): يَكْـشِـفُ أكْـذُوبَـةَ؛ {لَـن تَـخْـلُـوَ الأَرْضُ مِن الحُـجَّـة}]

[الإمَامُ الصَّادِقُ(ع) يَكْشِفُ أكْذُوبَةَ: {لَن تَخْلُوَ الأَرْضُ مِن الحُجَّة}] . الحُجَّةُ عُنْوَانٌ لَهُ مَصَادِيقُ وتَطْبِيقَاتٌ عَدِي...